لا أظن أن أحدا ممن درسوا في المرحلة الإبتدائية في سورية ينسى مصطلح القراءة الصامتة !
وأنا شخصيا كنت أظن أن هذه الفترة الزمنية من درس القراءة قد خصصت للأستاذ(ربما يدخن سيجارة أو يتلقى اتصال ...)
وكما أذكر فإنه كان يطلب منا أن نقرأ لدقائق ولكن ولسبب ما كانت في بعض الأحيان هذه الدقائق تأخذ الدرس بكامله!
المهم ما ذكرني بهذا المصطلح هو إدراكي أخيرا للمعنى الحقيقي له . فليس غاية هذا الأمر أن يستريح المدرس, فالقراءة الصامتة هي طريقة علمية سليمة تمنح الطالب مزيد من الفهم والإدراك , فالغاية الرئيسية منها هي تدريب الطالب على القراءة السريعة وذلك حتى يزداد الفهم!
قد يعتقد البعض أن القراءة البطيئة والتوقف عند كل كلمة تمنح مقدارا أكبر من الفهم .
ولكن مع الأسف فهذا المفهوم خاطئ لأن القراءة البطيئة تكسب صاحبها الملل فلن يصل إلى تهاية الصفحة إلاوقد كره كل شيء يدعى دراسة وهذا من الأسباب الرئيسية لكره الدراسة, وهذا الشيء من الطبيعي أن يحدث, فدماغ الإنسان يستطيع أن يحاكم (10000) كلمة في الدقيقة بحسب أما القارئ العادي لايقرأ عادة أسرع من (150) كلمة في الدقيقة.
لاحظ معي الفرق بين مدى الفرق بين سرعة القراءة وسرعة المحاكمة.
وفي حال القراءة الجهورية فإن سرعة القراءة ستنقص كثيرا عن المقدار السابق, وبالتالي النقص بالتركيز.
لذلك فإن العلماء في الغرب قد عملوا جاهدين على التغلب على هذه المشكلة ومن الوسائل البدائية في ذلك هي القراءة الصامتة, وهي فن بحد ذاته فليست تتم حسب مزاج المدرس وبحسب إنشغاله !
وقد وصل الغرب إلى مراحل متقدمة جدا في عملية طوير القراءة وهنالك العديد من المدارس العالمية في هذا المجال ووصلوا إلى مراحل رهيبة, فتصورا شخصا يقرأ بسرعة (1500) كلمة في الدقيقة أي ما يعادل وسطيا خمس صفحات في الدقيقة وذلك مع تركيز عالي المستوى.
وممن يؤكد في هذا المجال أن الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر كان يقرأ كتابا كاملا قبل طعام الإفطار!
فإلى متى ستبقى القراءة الصامتة لدينا فقط من أجل أخذ وقت للراحة فقط؟!